قرأت خبرين يتعلقان بأمتنا، والكيان الصهيونى الذى لم ينس يوما حربه ضد أمتنا ومقدساتنا، فبالرغم مما تموج به مصرنا خلال الفترة الحالية من أحداث جسام، إلا أنه يتربص بنا ويعد العدة للإنقضاض علينا فى الوقت المناسب، ليتمكن من إقامة هيكله المزعوم دون مقاومة، مستغلا ما تموج به الأمة من إضطرابات وخلافات سياسية قد تعصف بالجميع لصالح أعدائنا.
= أولهما: تقرير صهيونى عن كاميرات تجسس صهيونية حديثة، يستعرض معلومات عسكرية -يفترض أن تكون سرية- توضح أن جيش الإحتلال لديه عدد من كاميرات التجسس المتقدمة، من بينها منظومة -ميتين- وهى منظومة مراقبة عن بُعد تستخدم على مستوى الكتائب العسكرية المتنقلة.
وهناك منظومة أخرى تدعى -اللوتس- يمكن تركيبها على سيارة ويمكنها رصد الأشياء على بُعد 20 كيلو متراً فى جميع الأجواء المناخية، وهذه المنظومة مزودة بتوجيه بأشعة الليزر يمكن من خلالها رصد الأهداف من على هذه المسافة لضربها.
ومن أخطر كاميرات التجسس، كاميرا توضع على طائرة قتالية، قادرة على التقاط صور أرضية بجودة عالية من مسافة تتجاوز 100 كيلو متر، وقد أُجريت مؤخراً تجربة على هذه الكاميرا ووضعت على طائرة سارت بسرعة ألف كيلو متر فى الساعة والتقطت صورا حية لمدينة تل أبيب بكفاءة عالية.
ومثل هذه الكاميرات تتيح للطيار -كما يزعم التقرير العسكرى الصهيونى- القيام بمهامه التنفيذية من على مسافة آمنة، كما يمتلك سلاح الطيران الإسرائيلى كاميرات تجسس تكتيكية أخرى قادرة على رصد نقاط محددة، إلى جانب ذلك زعم التقرير وجود منظومة تجسس أخرى إلكترونية يتم وضعها على طائرات من طراز بيتش كرافت التابعة لسلاح الطيران الإسرائيلى قادرة على التقاط صور على بُعد عشرات الكيلو مترات، وهى من أنجح منظومات التجسس الإلكترونية التى يستخدمها جيش الإحتلال حالياً.
وكشف التقرير أيضاً النقاب عن إمتلاك إسرائيل 6 كاميرات تجسس فى الفضاء يتراوح بُعدها عن الكرة الأرضية ما بين 450 و550 كيلو مترا، وقادرة على تصوير أشياء على الأرض يتراوح طولها بين 70 سم ومترين بجودة نقاء عالية، وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تعد من الدول الرائدة فى مجال كاميرات التجسس فى الفضاء إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
وأشار التقرير إلى أن كاميرات التجسس الإسرائيلية فى الفضاء لا تقوم فقط بتصوير والدول المجاورة، وبالطبع من بينها مصر، بل الدول البعيدة ومن بينها إيران، كاشفاً عن سعى إسرائيل فى الآونة الحالية لتطوير قدراتها فى هذا المجال، حيث تقوم بتطوير كاميرا جديدة للتجسس باسم -فينوس- بالتعاون مع وكالة الفضاء الفرنسية، إلى جانب ذلك يعكف العلماء الإسرائيليون حالياً على تطوير منظومة تجسس جديدة قادرة على تصوير أشياء متناهية الصغر على الأرض تصل إلى 50 سم من مسافة تتجاوز الـ 60 كيلو متر.
وفى تهديد صريح، إختتم التقرير الصهيونى بالإشارة إلى أن على جميع الدول أن تتوخى الحذر الآن من إسرائيل لأن كل شىء مراقب تحت عينيها من الفضاء، ومن المؤكد أن هذه الكاميرات ستنشط كثيراً فى المرحلة المقبلة لرصد كل ما يحدث فى مصر، خشية الدخول فى مواجهة عسكرية جديدة معها عقب ثورة 25 يناير، خاصة بعد تزايد الدعوات بشأن إلغاء إتفاقية السلام المصرية الصهيونية.
= ثانيهما: أعلنت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الناشطة فى مجال الدفاع عن المقدسات الإسلامية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة أن إقتحامات المستوطنين وضباط المخابرات والجنود باللباس العسكرى للمسجد الأقصى مستمرة ولم تتوقف، الأمر الذى يدلِّل على أن الإحتلال يحاول بشكل جدى فرض واقع يهودى داخل المسجد الأقصى، بالإضافة إلى تسويق رواية الهيكل المزعوم، مستغلا فى ذلك الظروف الإقليمية.
وأشارت المؤسسة إلى أن ذلك تزامن مع قيام 20 مستوطنًا يتقدمهم الحاخام -يهودا جليك- بإقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الإحتلال والقوات الخاصة، وأوضحت الأقصى أن المقتحمين كانوا ينوون القيام بجولة فى أرجاء المسجد، غير أن المصلين وطلاب وطالبات العلم تصدوا لهم بالتكبيرات والشعارات المناصرة للأقصى.
وإستنكرت الأقصى بشدة، تصريحات وزير البناء والإسكان فى حكومة الإحتلال -أورى أرئيل- والتى دعا فيها إلى بناء ما سماه الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك فى مدينة القدس المحتلة.
هل بعد قراءة هذين الخبرين الخطيرين يبقي لنا عذر فى إستمرار خلافاتنا والتعامى عمن يريد تركيعنا بهذا التعاون الآثم والتقدم التقنى، والإكتفاء بدفن رؤوسنا في الرمال؟! ثم نندم حين لا ينفع الندم.
الكاتب: حسين أحمد حسين.
المصدر: موقع الجمعية الشرعية الرئيسية.